(إجابة في ضوء المفاهيم والمبادئ التي جاء بها الإطار التصوري للنظام المحاسبي المالي)
ربّي يسرّ واعنّ،
نبدا من لخر: لاه شريتهم (الوجّهة la destination)؟.
- الاحتمال الأول: نعاود نبيعهم.
ساهلة: هاذو بضاعة (مخزون)
- الاحتمال الثاني: نخدموا بهم.
ساهلة::هاذو تثبيتات (لا نقول " استثمارات "، وتسجل في ح 215 وليس 218).
ملحوظات:
أولا: المحاسبة المالية هي محاسبة تقوم عادة على " المقاصد والنيات comptabilité d'intention ", x, ففي مثالنا، تُصنف هاته المشتريات، حسب القصد من شراءها: لإعادة بيعها أو استعمالها كوسيلة عمل.
ثانيا: هناك شروط أخرى، يجب توفّرها، لتصنيف هاته المشتريات كتثبيتات:
1) أنّ المنشأة هي من " تراقب هذا العتاد contrôle ", أي أنّ المنافع الاقتصادية المستقبلية، ستعود للمنشأة لا غيرها، بمعنى آخر: من سيستفيد من هذا العتاد؟.
قد يبدو التساؤل غريب، لأنّ الإجابة بديهية، فشراء العتاد لاستعماله من طرف المنشأة، تحصيل حاصل، ولكن هذا الأمر ليس مسلّم به دائما، مثال ذلك:
- كان " القصد من شراءه، لتسليمه لحضيرة البلدية (ميزانية محدودة)، ولأجل غير محدود.
- لتسليمه لمسجد في طور الانجاز، لأجل غير محدود.
ففي هاته الحالتين، فإنّ المنشأة لا " تراقب هذا العتاد"، لأنّ المستفيد هي حضيرة البلدية والمسجد، وبالتالي اختلّ شرط جوهري لتسجيل العتاد كتثبيتات.
فلو سجلنا العتاد، كتثبيتات ضمن ممتلكات المنشأة، فهو يعتبر أيضا، انتهاك لما جاء به الإطار التصوّري للنظام المحاسبي المالي، حيث تضمّن مبدأ محاسبي، ألا وهو " الحاق الأعباء بالمنتوجات"، وذلك لأنّنا سوف نقوم بتسجيل مخصصات الاهتلاك، دون مقابل من المنتوجات (لأنّ العتاد يساهم بطريقة مباشرة -كراءه-، أو بطريقة غير مباشرة، في تحقيق رقم الأعمال)، وكذا مبدأ " الصورة الصادقة l'image fidèle", باعتبار أنّ الهدف الأسمى من النظام المحاسبي المالي، هو الحصول على كشوف مالية أقرب ما تكون، إلى الواقع الاقتصادية.
2) أنّ يكون تقييمه صادق fiable, وقد تقول أنّ هذا الأمر بديهي، وتحصيل حاصل، ما دام الشراء كان من خلال فاتورة.
لكن الأمر ليس مسلمّ به دائما، مثال ذلك:
تضمّنت فاتورة الشراء مبلغ واحدا، لكل العتاد (إلى جانب مستلزمات وخردوات أخرى)، ولما كان المبلغ اجمالي للعتاد دون تفصيل لمبلغ كل عتاد، قام مسؤول تسيير المخزون، بتقسيم المبلغ على عدد العتاد ( ما كسرّش راسو)، كما قام بتحميل مصاريف النقل والشحن على المستلزمات والخردوات فقط، دون العتاد).
التعليق: ففي هاته الحالة، التقييم لم يكن " صادق fiable", وهذا يعني عدم توفّر الشرط الجوهري لتسجيل العتاد كتثبيت (إلى جانب شرط مراقبة الأصل، حيث يعتبر هاذين الشرطين، الأساس لتسجيل الأصول والخصوم والأعباء والمنتوجات).
3) أن يكون استعمال العتاد، في مدة أكثر من 12 شهر، وقد تقول هنا أيضا: هاذي باينة، ولكن إذا قررت الإدارة استعمال العتاد لمدة شهرين ثمّ تسليمه لحضيرة البلدية أو للمسجد، فهنا لا يعتبر العتاد " تثبيت".
4 ) إذا قررت المنشأة، اعتبار التثبيتات الضعيفة القيمة faibles valeurs, كاستهلاكات، ففي هاته الحالة، يعتبر هذا الاختيار، شرط ضمن الشروط الأخرى، لتصنيف المشتريات كتثبيت.
وصلى الله على البشير النذير.
اللهم كنّ لإخواننا نصير في غزّة.
بقلم الاستاذ توفيق رجاح ابو جابر.